عالمي

الرسوم الجمركية وصراع المصالح | اندبندنت عربية

تنذر سياسة الإدارة الأميركية الجديدة من فرض الرسوم الجمركية الواسعة على الشركاء التجاريين للولايات المتحدة باندلاع حرب تجارية واسعة النطاق، وممارسة تلك الدول هي الأخرى ذات السياسة بفرضها رسوماً جمركية مضادة.

وبينما هي حرب مؤثرة في الجميع إلا أنها تتباين في درجة التأثير، إذ يعد تأثر الاقتصاد الأميركي الأكبر عالمياً أقل وطأة من تأثر بقية الاقتصادات الأخرى، لكن المؤكد أن هذه الحرب لن تطول في ظل معاناة الدول الأخرى لتبعاتها، خصوصاً إذا ما تحققت للإدارة الأميركية الأهداف المنشودة من ورائها.

لكن كيف تهز الرسوم الجمركية التي فرضها ترمب على الصين والمكسيك وكندا الاقتصاد العالمي؟ والأهم إلى أين ستنتهي؟

سياسة سلبية

وفي حديث مع “اندبندنت عربية”، يرى الرئيس التنفيذي لمركز “كوروم للدراسات الاستراتيجية” طارق الرفاعي أنه بلا شك تعد سياسة فرض الرسوم الجمركية سياسة سلبية سواء بالنسبة لاقتصاد الدولة وكذلك على صعيد الاقتصاد العالمي، وما نراه اليوم من انتهاج الإدارة الأميركية الجديدة لتلك السياسة على أكبر شركاء الولايات المتحدة التجاريين، خصوصاً كندا والمكسيك وربما خلال وقت على الاتحاد الأوروبي خلال وقت لاحق، وهو ما يعد سلبياً للغاية.

لكن ثمة أهدافاً مرجوة لدى إدارة الرئيس دونالد ترمب من وراء اتباع سياسة الرسوم الجمركية، بحسب ما يقول طارق الرفاعي، وهذه الأهداف أفصح عنها ترمب في خطابه الأخير، وإذا فرضت كندا رسوماً بنسبة 25 في المئة على وارداتها من السيارات الأميركية فسيتعين على الولايات المتحدة فرض رسوم مماثلة على السيارات الكندية، من ثم تصبح الرسوم متساوية ومتشابهة.

الشركاء في التجارة

وعبر الرفاعي عن اعتقاده بخطأ سياسة الرسوم الجمركية التي تفرضها الإدارة الأميركية لأنها تنذر باتباع الدول الأخرى فرض رسوم جمركية مضادة، وبينما اعتماد تلك الدول أكبر على التبادل التجاري مع الولايات المتحدة، فإنها ستكون أكثر تضرراً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويلفت المتحدث إلى أن الضغوط الواقعة على تلك الدول أكبر من تلك الواقعة على الولايات المتحدة، لذلك سواء طالت هذه الحرب أو قصرت فهي تلحق الأذى بالاقتصاد العالمي وتضغط نموه، وتؤثر سلباً أيضاً على معدلات التضخم وتنذر بصعودها خلال الفترة المقبلة.

أذى اقتصادي أقل وطأة

ويشير المتخصص الاقتصادي إلى أن الولايات المتحدة أصبحت منذ نهاية الحرب العالمية الثانية الاقتصاد الأكبر على المستوى العالمي وفي المرتبة الأقوى، ومن الممكن لهذه الرسوم الجمركية أن تخدم الاقتصاد الأميركي، لكن المؤكد أن الحرب التجارية المشتعلة بفعل سياسة الرسوم والرسوم الجمركية المضادة لن تطول، في ظل حاجة الدول مثل كندا والمكسيك والصين والاتحاد الأوروبي إلى إيجاد حل سريع لهذه الحرب، في ظل ما تمارسه الرسوم الجمركية من تأثير سلبي بالغ لتلك الاقتصادات، بصورة أكبر وأسرع من الولايات المتحدة.

Listen to “الرسوم الجمركة وصراع المصالح” on Spreaker.




Source link

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى