خليجي

جزيرة النحاس والذهب.. هذا موعد استقلال «بوغانفيل» عن بابوا غينيا الجديدة


قال زعيم منطقة بوغانفيل، الغنية بالنحاس والذهب في بابوا غينيا الجديدة «جزيرة بالمحيط الهادئ»، إنها ستعلن استقلالها بحلول عام 2027، بعد ثماني سنوات من التصويت على الانفصال.

صوتت المنطقة، التي يسكنها نحو 300 ألف شخص وتضم منجماً ضخماً للنحاس والذهب مغلقاً منذ فترة طويلة، بنسبة 97.7 في المئة لصالح الاستقلال في استفتاء أُجرِي عام 2019.

لكن بعض المحللين يقولون إنه من غير الواضح ما إذا كانت بابوا غينيا الجديدة ستوافق على السماح للمنطقة بالانفصال في أي وقت قريب، وما الشكل الذي سيتخذه وضعها المستقبلي، بحسب رويترز.

يسعى رئيس بوغانفيل إسماعيل تورواما إلى جذب مستثمرين دوليين لإعادة فتح أحد أكبر مناجم النحاس في العالم.

من جانبه قال رئيس وزراء بابوا غينيا الجديدة جيمس مارابي، يوم الأربعاء، إن بوغانفيل يجب أن تكون قادرة على تمويل نصف ميزانيتها على الأقل إذا كانت تطلعات الأرخبيل الواقع في المحيط الهادئ إلى الاستقلال السياسي عن بابوا غينيا الجديدة ستنجح.

ويدعم مارابي سلطة تورواما لاتخاذ القرارات التجارية بشأن المنجم، بينما تسير المنطقة المتمتعة بالحكم الذاتي على طريق الاستقلال.

جزيرة الذهب والنحاس

كانت بوغانفيل القوة الاقتصادية في بابوا غينيا الجديدة لمدة عقدين من الزمن حتى عام 1989، عندما اندلعت حرب أهلية دامية بسبب عائدات بانجونا، الذي كان أحد أكبر المناجم المفتوحة للذهب والنحاس في العالم، والذي تديره شركة ريو تينتو.

صوتت بوغانفيل لصالح الاستقلال في إطار عملية السلام التي بدأت عام 2001، في استفتاء جرى قبل خمس سنوات، لكن برلمان بابوا غينيا الجديدة لم يقر الاستقلال بعد، وقد تم تعيين وسيط نيوزيلندي مؤخراً في هذا الشأن.

وقال مارابي في مؤتمر للموارد في سيدني «نحن نبدأ بالاستقلال الاقتصادي باعتباره قاعدة أساسية، لأنه بمجرد حصولك على المال تصبح قادراً على الاستمرار».

وقال إن العائدات الداخلية لبوغانفيل البالغة 7 في المئة لم تكن كافية «للنهوض والانطلاق»، وأضاف «نحن بحاجة إلى زيادة هذا العائد في أقرب وقت ممكن إلى نحو 50 في المئة من التمويل».

أضاف تورواما أن تقدماً كبيراً حُقق هذا العام في إعادة تطوير بانجونا، مع إصدار ترخيص استكشاف النحاس في يناير كانون الثاني لشركة بوغانفيل كوبر المحدودة، المملوكة بالأغلبية لحكومة بوغانفيل.

وتوقعت الشركة تحقيق إيرادات بقيمة 36 مليار دولار من المنجم على مدى 20 عاماً، إذ يعد النحاس مدخلاً أساسياً للطاقة المتجددة.

وقال تورواما إن تقييم الأثر البيئي والاجتماعي لعمليات التعدين التي قامت بها شركة ريو تينتو، الذي تم تسليمه هذا الشهر، كان أيضاً خطوة رئيسية في إعادة فتح المنجم.

كما قال «يتعين علينا كذلك توقيع مذكرة تفاهم مع شركة ريو تينتو وشركة بوغانفيل كوبر المحدودة لبدء أعمال البنية التحتية القديمة التي تشكل مخاطر وشيكة وشديدة على المجتمعات المتضررة، وتعزيز المحادثات».

أكد تورواما أن تدفقات الإيرادات القوية من المناجم الأصلية إلى بابوا غينيا الجديدة جاءت على حساب المجتمعات المحلية والبيئة المحلية، ما أدى إلى اضطرابات مدنية تفاقمت بسبب العوامل السياسية التي أدت إلى حرب كلفت 20 ألف حياة.

وأضاف أن «بوغانفيل تظل بمثابة درس وتحذير وتذكير بما لا ينبغي فعله في تنمية قطاع الموارد».


Source link

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى