خليجي
أخر الأخبار

وزارة النفط نظمت حلقة نقاشية حول “البتروكيماويات في الكويت” بحضور مدير التخطيط الشامل في الكيماويات البترولية وفاء العثمان

*الشيخة تماضر الصباح:
“البتروكيماويات” ركيزة استراتيجية لرؤية الكويت الطموحة نحو تنويع الاقتصاد وبناء مستقبل مستدام

*وفاء العثمان:حصص من طاقات إنتاجية تفوق 4 مليون طن متري سنوي ومشاريع نمو وخطط توسع داخل وخارج البلاد

عبدالله المملوك
نظمت وزارة النفط حلقة نقاشية بعنوان (البتروكيماويات في الكويت)، والتي استضافت خلالها مدير التخطيط الشامل في شركة صناعة الكيماويات البترولية المهندسة وفاء بدر العثمان، حيث قدمت عرضاً شاملاً حول واقع وآفاق قطاع البتروكيماويات محليا ودوليا، وقد حضر الحلقة موظفي الشؤون الفنية والضيوف من الهيئة العامة للبيئة ووزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة ومعهد الكويت للأبحاث العلمية والمنظمة العربية للطاقة والإعلاميين.

وفي بداية الحلقة النقاشية، رحّبت مديرة العلاقات العامة والإعلام في وزارة النفط الشيخة تماضر الصباح بالحضور، مشيدةً بمشاركة شركة صناعة الكيماويات البترولية في هذه الحلقة التي تُسلِّط الضوء على صناعة البتروكيماويات، باعتبارها ركيزة استراتيجية لرؤية الكويت الطموحة نحو تنويع الاقتصاد وبناء مستقبل مستدام.

وأكّدت على أن صناعة البتروكيماويات ليست مجرد امتداد تقليدي لصناعة النفط، بل تمثل مستقبلها الحقيقي، بما توفره من فرص اقتصادية وتنموية واستثمارية واسعة تُسهم في تحقيق القيمة المضافة للموارد الطبيعية.

وأوضحت أن دولة الكويت تمتلك مقوماتٍ استثنائية تُؤهلها لترسيخ مكانتها الريادية في هذا القطاع الحيوي، بدءاً من ثروتها النفطية الغنية التي توفر المواد الخام الأساسية، مروراً ببنيتها التحتية المتقدمة التي تضم مجمعات صناعية متكاملة، ووصولاً إلى الاستثمارات النوعية في البحث العلمي، وتنمية الكوادر الوطنية المؤهلة، وهو ما يعكس إيمان القيادة السياسية بأهمية بناء جيل قادر على قيادة هذه الصناعة الواعدة.

وأضافت: “نحن في وزارة النفط نؤمن بأن تطوير صناعة البتروكيماويات هو خيار استراتيجي لا غنى عنه، فهي صناعة تُحوِّل الموارد الطبيعية إلى سلاسل إنتاجية متكاملة تدخل في صناعات حيوية مثل الأسمدة والبلاستيك والمنتجات الصيدلانية، مما يسهم في تنويع مصادر الدخل الوطني، ويدعم تنفيذ أهداف رؤية الكويت 2035 نحو اقتصاد مرن قائم على المعرفة والابتكار”.

من جانبها قالت مدير التخطيط الشامل في شركة صناعة الكيماويات البترولية المهندسة وفاء بدر العثمان، أن صناعة البتروكيماويات تُسهم بدعم الناتج المحلي الإجمالي لدولة الكويت والغير نفطي بشكل خاص، مما يعكس أهمية هذا القطاع كمصدر رئيسي للدخل الوطني.

واستعرضت العثمان خلال الحلقة النقاشية التعريف بصناعة البتروكيماويات حيث قالت أنها عبارة عن مركبات قائمة على الكربون والهيدروجين بشكل أساسي، وأوضحت أن النفط والغاز الطبيعي ليسا مجرد مصادر للطاقة فحسب، بل يشكلان مواد خام أساسية لإنتاج آلاف المنتجات الحيوية مثل البلاستيك والمطاط الصناعي والألياف والمنظفات ومستحضرات التجميل، حيث تُستخدم البتروكيماويات على نطاق واسع في شتى مناحي الحياة وتُعدّ ركيزة أساسية لصناعات متعددة، بما في ذلك أكثر من 90% من المنتجات الاستهلاكية اليومية التي تحتوي على مكونات بتروكيماوية مباشرة أو غير مباشرة.

وأوضحت العثمان خلال الحلقة كيفية إنتاج البتروكيماويات، حيث يتم تحويل منتجات النفط والغاز إلى عطريات وأوليفينات ومشتقات من غاز الميثان عبر عمليات تصنيع متنوعة مثل إعادة تشكيل النافثا باستخدام المحفزات، والتسخين بالبخار لتفكيك الجزيئات، وتفاعل الميثان مع البخار، وتنتج عن هذه العمليات مواد بتروكيماوية أساسية تتفرع منها آلاف المشتقات الصناعية.
واستعرضت العثمان تطور سوق البتروكيماويات العالمي، مشيرة إلى أن الطلب عليها شهد نمواً متصاعداً على مر التاريخ بفعل النمو السكاني والتوسع الصناعي، مشيرة إلى أن معدل نمو إنتاج البتروكيماويات على مدى العقود الخمسة الماضية تفوق على معدل نمو معظم السلع الاستهلاكية ومعدلات الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
وأضافت:” لكن رغم هذا النمو، يعاني السوق حالياً من فائض في الطاقة الإنتاجية نتيجة التوسع المفرط في آسيا، خصوصًا في الصين، حيث لم تواكب معدلات الاستهلاك تلك التوسعات، وتفاقم الأمر مع قيام شركات عالمية بتخزين كميات كبيرة أثناء أزمة سلاسل التوريد بين عامي 2021 و2022، ما أدى إلى انخفاض الأسعار وصعوبة تحقيق أرباح كافية، فضلاً عن تشغيل العديد من المصانع بقدرات منخفضة، وهو ما انعكس على الأداء التشغيلي والمالي للمصانع القائمة في العالم ومدى جاذبية وجدوى الاستثمارات الجديدة.
تحولات الصناعة الكبرى
وتناولت الحلقة التحولات الكبرى التي تشهدها الصناعة، بدءاً من العوامل الجيوسياسية والتجارية والتغيرات في السياسات الدولية، وصولاً إلى توسع استثمارات الدول الناشئة مثل الهند والصين في صناعاتها المحلية لتلبية الطلب المتزايد، ما يدفع الشركات الكبرى إلى الدخول في شراكات استراتيجية أو استثمارات مباشرة، في حين تظل منطقة الشرق الأوسط محتفظة بتنافسيتها بفضل الانخفاض النسبي لتكلفة إنتاج اللقيم، كذلك تم التطرق إلى تأثير الاكتشافات الضخمة للغاز الصخري في أمريكا الشمالية، والتي وفرت مصدراً مثالياً منخفض التكلفة لصناعة البتروكيماويات.

وتناولت العثمان قضايا الاستدامة، مشيرة إلى صعود توجهات الاقتصاد الدائري للكربون واعتماد المواد الأولية الحيوية، فضلاً عن تنامي الضغوط التنظيمية لتقليل الانبعاثات الكربونية وسلوك المستهلكين الداعم لمعايير البيئة والصحة، كما لفتت إلى أهمية الابتكار والتقنيات الجديدة، لا سيما في مجالات تحسين الإنتاج، والرقمنة والذكاء الاصطناعي واستخدام التحليلات التنبؤية لدعم اتخاذ القرار.
ورغم التحديات، فقد وصفت العثمان السوق بالحيوي والواعد، مشيرة إلى أن حجمه قد تجاوز 650 مليار دولار، منها أكثر من 40% تخص سوق الإيثيلين ومشتقاته، فيما تستحوذ منطقة جنوب شرق آسيا على أكثر من نصف المبيعات العالمية، كما أشارت إلى توقعات محللي السوق بارتفاع حجم الطلب في مختلف مناطق العالم وبمعدل نمو سنوي يتجاوز 3%.
البتروكيماويات في الكويت
وخصصت العثمان جزءاً من حديثها لتسليط الضوء على صناعة البتروكيماويات في الكويت، مشيرة إلى أن الكويت قد لعبت دوراً محورياً في إرساء قواعد هذه الصناعة في المنطقة، ضمن رؤية وطنية تهدف إلى بناء اقتصاد متنوع يقلل من الاعتماد على النفط الخام، وتُعد شركة صناعة الكيماويات البترولية، التي تأسست عام 1963 وانضمت عام 1981 إلى مؤسسة البترول الكويتية، الذراع الرئيسية للدولة في هذا القطاع الحيوي.
وقالت إن “صناعة الكيماويات” تمتلك حزمة من الأصول التشغيلية والمشاركات العالمية بحصص إنتاجية تتجاوز 4 ملايين طن متري تشمل أصول تشغيلية في البلاد ومشاركات في دول مختلفة عالمياً.
وقالت ان صناعة البتروكيماويات تعتبر من القطاعات الرئيسية التي تسعى الكويت إلى تطويرها لدعم التنويع الاقتصادي وتقليل الاعتماد على النفط، وترتكز الرؤية على زيادة القيمة المضافة من خلال تطوير هذه الصناعة وتعزيز قدرتها التنافسية عالميا، وتسعى الكويت الى جذب استثمارات وتكنولوجيا متطورة في قطاع البتروكيماويات للمساهمة في تحقيق نمو مستدام وزيادة الإنتاجية من خلال التعاون بين القطاعين العام والخاص.
خطط توسع مستقبلي
وحول المشاريع والخطط التوسعية قالت المهندسة وفاء العثمان بأن الشركة الكويتية للصناعات البترولية المتكاملة تعمل على تطوير مشروع مجمع الزور للبتروكيماويات PRIZe) ) بالتكامل مع مصفاة الزور، ويهدف المشروع إلى تطوير السلسلة الإنتاجية لزيت الوقود والنافثا لإنتاج مواد بتروكيماوية ذات قيمة مضافة والوصول إلى أسواق جديدة.
اما مشروع الأوليفينات الرابع Olefins IV فقد تحدثت العثمان عن أنه تم الانتهاء من دراسة الجدوى التفصيلية لإنشاء مصنع جديد لتعزيز القاعدة التشغيلية للشركة من منتجات الأوليفينات في الكويت، ومن المزمع تطوير المشروع مع شريك استراتيجي، وجاري اتخاذ الخطوات اللازمة لإتمام الدراسات والموافقات اللازمة بهذا الشأن.
وعن استحواذ لمشاركات أخرى خارج الكويت فقد ذكرت بأن الشركة وجدت بأن التحديات الراهنة في أسواق البتروكيماويات العالمية قد أوجدت فرص استثمار مجزية عبر شراء أصول تشغيلية بقيم مجزية، وجاري العمل على قدم وساق لإيجاد مثل تلك الفرص الاستثمارية.
وعن دور البتروكيماويات في تعزيز الاقتصاد قالت العثمان أن تحويل النفط الخام إلى منتجات ذات قيمة أعلى مثل البتروكيماويات يوفر هوامش ربح أكبر مقارنة ببيع النفط الخام وحده، الأمر الذي سيتيح للدولة تخصيص المزيد من تلك العوائد المضافة في تطوير الخدمات كتعليم، وصحة وإسكان وغيرها، وتوفير فرص عمل جديدة عبر توسع الصناعة لخلق آلاف الوظائف المباشرة وغير المباشرة، خاصة في مجالات الهندسة، التشغيل، الصيانة، والإدارة، فضلا عن تشجيع البيئة الاستثمارية في قطاع البتروكيماويات المستثمرين الأجانب ذوي الخبرة، مما يُسهم في تنشيط الاقتصاد المحلي وتمكين الصناعات التحوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى