عالمي

هل يقود الذكاء الاصطناعي الاقتصاد العالمي على حساب البشر؟

زادت المخاوف من التطور المستمر في أدوات الذكاء الاصطناعي مع بداية هذا العام، إذ إن النمو المتسارع للتكنولوجيا قد يقضي على ملايين الوظائف حول العالم، فبعدما استغنت منصتا “إكس” و”تويتش” التابعتان لمجموعة “أمازون” منتصف الأسبوع الجاري عن نحو 1700 موظف، أعلنت مجموعة “غوغل” أمس الأربعاء الاستغناء عن مئات الموظفين ضمن فريق مبيعات الإعلانات العالمي التابع لها، وسط استخدام الأنظمة الآلية في عدد متزايد من المهمات الإدارية والإبداعية باللجوء إلى الذكاء الاصطناعي، في وقت حذر صندوق النقد الدولي من احتمال أن تتأثر نحو 40 في المئة من الوظائف حول العالم بظهور الذكاء الاصطناعي.

عملية صارمة للهيكلة

إلى ذلك أكدت مجموعة “غوغل” أمس الاستغناء عن مئات الموظفين ضمن فريق مبيعات الإعلانات العالمي التابع لها، في ظل استخدام الأنظمة الآلية في عدد متزايد من المهمات الإدارية والإبداعية باللجوء إلى الذكاء الاصطناعي.
وقال متحدث باسم المجموعة العملاقة في مجال الإنترنت إنه “في كل عام، نتبع عملية صارمة لهيكلة فريقنا لتقديم أفضل خدمة لعملاء الإعلانات لدينا”، مضيفاً أنه “كجزء من هذا الأمر، نستغني عن بضع مئات من الوظائف على مستوى العالم”.
وتابع أنه “سيكون في إمكان الموظفين المتأثرين التقدم لشغل وظائف شاغرة داخل الفريق أو في أي مكان آخر في غوغل”.

وأكدت المجموعة التي تتخذ مقراً في كاليفورنيا أن التغييرات في هذه الخدمة ستتيح لها تقديم دعم أفضل للشركات الصغيرة والمتوسطة مع دعم مزيد من العملاء، بينما سيركز الموظفون الباقون على العملاء من الشركات الكبيرة.
وتخطط “غوغل” أيضاً لإنشاء أدوار جديدة وزيادة التوظيف هذا العام، مما يشير إلى تحول أكبر مما كان عليه أثناء الجائحة.
 والأسبوع الماضي، أعلنت خدمة “غوغل كلاود” للحوسبة السحابية عن حلول جديدة بالذكاء الاصطناعي والذكاء الاصطناعي التوليدي “لمساعدة تجار التجزئة في تخصيص خدمات التسوق عبر الإنترنت وتحديث العمليات وتحويل نشر التقنيات الجديدة في المتاجر”، بحسب بيان صادر عن فرع الحوسبة عن بعد لديها.

واستغنت “غوغل” عن نحو 12 ألف موظف في يناير (كانون الثاني) 2023، مما يعادل ستة في المئة من قوتها العاملة في مواجهة التضخم وارتفاع أسعار الفائدة ويعني انخفاض إنفاق المعلنين، واضطر عملاق الإنترنت منذ ذلك الحين إلى الاستثمار بكثافة في الذكاء الاصطناعي التوليدي.

الذكاء الاصطناعي قد يحدث  تحولاً للجميع 

في تلك الأثناء توقع مؤسس شركة “مايكروسوفت” بيل غيتس بأن يحدث الذكاء الاصطناعي تحولاً للجميع خلال الأعوام الخمسة المقبلة، قائلاً “كما كانت الحال مع الإنتاجية الزراعية في 1900، إذ كان الناس يقولون ماذا سيعمل الناس؟” في الواقع، تم إنشاء كثير من الأشياء الجديدة وعدد من فئات الوظائف الجديدة، وأصبحنا أفضل حالاً بكثير”.

وأضاف أن “الأمر كان أفضل مما كان عليه عندما كان الجميع يقومون بالأعمال الزراعية”، وأردف “سيكون الذكاء الاصطناعي هكذا”.

وتوقع “غيتس” في مقابلة مع قناة  “CNN”أمس في دافوس أمام المنتدى الاقتصادي العالمي بأن يجعل الذكاء الاصطناعي حياة الجميع أسهل، مضيفاً أن “الوصول إلى الذكاء الاصطناعي سيكون عبر الهاتف أو الكمبيوتر الشخصي”.

وبنبرة أكثر خوفاً حذر صندوق النقد الدولي من أن ما يقارب 40 في المئة من الوظائف في جميع أنحاء العالم يمكن أن تتأثر بصعود الذكاء الاصطناعي، إذ تواجه الاقتصادات ذات الدخل المرتفع أخطاراً أكبر من الأسواق الناشئة والبلدان المنخفضة الدخل، وفقاً لصحيفة “ذا غارديان” البريطانية.
وقال إن “الذكاء الاصطناعي مصطلح يشير إلى أنظمة الكمبيوتر التي يمكنها أداء المهمات المرتبطة عادة بمستويات الذكاء البشري وإنه يستعد لإحداث تغيير عميق في الاقتصاد العالمي في وقت تتعرض الاقتصادات المتقدمة لخطر أكبر بزيادة معدلات البطالة”.

وأشار تحليل صندوق النقد الدولي إلى أن نحو 60 في المئة من الوظائف في الاقتصادات المتقدمة مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة معرضة للذكاء الاصطناعي وأن نصف هذه الوظائف قد تتأثر سلباً، مستدركاً “لكن التكنولوجيا ستساعد أيضاً في تعزيز إنتاجية بعض البشر، إذ يعمل الذكاء الاصطناعي على تحسين أدائهم”.
تقييم تاثير الذكاء الاصطناع، وقيّمت المؤسسة الدولية التأثير المحتمل للذكاء الاصطناعي في سوق العمل العالمي، إذ إن كل السيناريوهات تقدّر بأن تؤدي التكنولوجيا إلى تفاقم عدم المساواة بصورة عامة.
تأجيج التوترات الاجتماعية
وحثت رئيسة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا صناع السياسات على معالجة هذا “الاتجاه المثير للقلق” واتخاذ خطوات استباقية “لمنع التكنولوجيا من زيادة تأجيج التوترات الاجتماعية”، قائلة “نحن على حافة ثورة تكنولوجية يمكنها تحفيز الإنتاجية وتعزيز النمو العالمي وزيادة الدخل في جميع أنحاء العالم ومع ذلك فإنها يمكن أن تحل محل الوظائف وتعمق عدم المساواة”.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبالمقارنة، تشير التقديرات إلى أن إدخال الذكاء الاصطناعي يصل إلى 40 في المئة في الأسواق الناشئة وبنسبة 26 في المئة في البلدان المنخفضة الدخل.
الذكاء الاصطناعي والأسواق الناشئة
وتظهر النتائج أن الأسواق الناشئة والبلدان المنخفضة الدخل تواجه اضطرابات أقل بسبب الذكاء الاصطناعي على المدى القصير، ويشير صندوق النقد الدولي إلى أن عدداً من هذه الدول لا تمتلك البنية التحتية للعمال المهرة لتسخير الفوائد المباشرة للذكاء الاصطناعي، مما يزيد من خطر تفاقم الأوضاع المخلة بالمساواة وأن تؤدي التكنولوجيا إلى تفاقم الفوارق بين الناس بأكثر مما هي عليه في الوقت الراهن.
تأثير سلبي في الثروات
ولفت صندوق النقد الدولي أيضاً إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يؤثر سلباً في نطاق عدم المساواة في الدخل والثروة داخل البلدان، محذراً من “الاستقطاب بين مداخيل الأفراد والمؤسسات”.
وقال الصندوق إن العمال القادرين على الوصول إلى فوائد الذكاء الاصطناعي يمكنهم زيادة إنتاجيتهم ورواتبهم في حين أن الذين لا يستطيعون ذلك معرضون لخطر أكبر يتمثل في عدم لحاقهم بما هو حاصل عالمياً.

في وقت سابق حذر بنك “غولدمان ساكس” من أن الذكاء الاصطناعي التوليدي قد يؤثر في ما يصل إلى 300 مليون وظيفة في أنحاء العالم، على رغم اعتراف البنك الأميركي بأن التكنولوجيا يمكن أن تحفز إنتاجية العمل والنمو وتعزز الناتج المحلي الإجمالي بنسبة تصل إلى سبعة في المئة.

ويأتي تقرير صندوق النقد الدولي في وقت يجتمع قادة الأعمال والسياسيون من جميع أنحاء العالم في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا.

500 موظف في “تويتش”

إلى ذلك، كشفت منصة “تويتش” لبث ألعاب الفيديو التابعة لمجموعة “أمازون” منتصف الأسبوع الجاري عن نيتها الاستغناء عن 500 موظف في إطار عمليات صرف واسعة تجريها المجموعة العملاقة في مجال التجارة الإلكترونية وأعلنت أيضاً شطب مئات الوظائف في “برايم فيديو” و”أم جي أم ستوديوز”.

وتحدثت الشركة الأم “أمازون” التي اشترت المنصة في 2014 مقابل نحو 842 مليون دولار العام الماضي عن خفوضات في الوظائف في المستقبل على نطاق غير مسبوق للمجموعة.

بصورة إجمالية ألغت “أمازون” 27 ألف وظيفة أخيراً، وأوضحت في مارس (آذار) الماضي أن “تويتش” جزء من الأنشطة المستهدفة في عمليات الصرف هذه.

“إكس” تستغني عن 1200 موظف

تزامناً مع قرار “أمازون”، أعلنت منصة “إكس” التابعة للملياردير إيلون ماسك هذا الأسبوع التخلي عن خدمات أكثر من 1200 موظف في العالم ضمن الأقسام المعنية بالإشراف على المحتويات، وفق أرقام جديدة نشرتها الهيئة الأسترالية المنظمة لقطاع الإنترنت.
وعدوى تسريح العمالة كانت على أشدها في فترة الجائحة وما بعدها، ففي نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، سرحت شركة “ميتا” المالكة لموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، 11 ألف موظف رسمياً، في أول قرار بتسريح العمال في تاريخ الشركة منذ نحو 18 عاماً.




Source link

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى