ماذا تعني رئاسة ترمب للروبل الروسي؟
مع تعهد دونالد ترمب بإنهاء الحرب بين أوكرانيا وروسيا بسرعة، بدأ اللاعبون في السوق ترقب تأثير ذلك في الروبل، الذي أصبح ضعيفا بعد العقوبات الغربية.
بدأ الروبل هذا العام متراجعا إلى أدنى مستوى له منذ مارس 2022، لكنه تعزز بنحو 10% منذ ذلك الحين، ليصبح العملة الأفضل أداء في الأسواق الناشئة خلال 2025.
رغم العقوبات الأمريكية المفروضة على قطاع الطاقة الروسية في 10 يناير، فإن العملة تسير على الطريق الصحيح لتحقيق أفضل شهر لها منذ رفع أسعار الفائدة الطارئة وضوابط رأس المال وغيرها من التدابير التي دعمتها في أعقاب حرب أوكرانيا في فبراير 2022.
خلال 2024، وفي منتصف أبريل بدأ الروبل بتعزيز وضعه مع تقدم القوات العسكرية، وهو ما يمثل تغيرا في المد لصالح روسيا، رغم انخفاض أسعار النفط، السلعة الرئيسية التي تصدرها روسيا.
أدى توغل أوكرانيا في منطقة كورسك الروسية إلى عكس ذلك. وتسارعت خسائر الروبل في نوفمبر عندما فرضت واشنطن عقوبات على بنك جازبروم، الذي يتعامل مع مدفوعات صادرات الطاقة ويعمل كقناة رئيسية لإيصالات العملات الأجنبية.
السؤال الأهم ما هو التأثير الذي قد تخلفه أي محادثات بين ترمب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؟ يتوقع بعض المحللين رفع بعض العقوبات الغربية المفروضة على موسكو جزئيا إذا عقد ترمب محادثات مباشرة مع بوتين، بالرغم من أن مستشاري ترمب أقروا بأن أي حل للحرب من غير المرجح أن يأتي على الفور.
يتوقع البعض ارتفاع قيمة الروبل مدفوعا بمدفوعات الصادرات الروسية واستئناف بعض الاستثمارات الأجنبية وسط إعادة دمج تدريجية محتملة في النظام العالمي.
ومع ذلك، من المرجح أن تظل العقوبات قائمة في الغالب حتى يتم التوصل إلى حل مستدام للحرب، وهو ما قد يستغرق سنوات.
قيمة الروبل
تحرك الروبل بسبب تطورات ساحة المعركة والعقوبات وليس الأساسيات الاقتصادية الكلية، ما يجعل من الصعب حساب قيمته العادلة.
وأصبحت التقديرات أكثر ندرة، حيث توقف عديد من المحللين الدوليين عن نشر أبحاث وحسابات الروبل.
من جهته، قال البنك المركزي في تقرير صادر في 17 يناير: إن سعر الصرف الفعلي الحقيقي، وهو مقياس يستخدم لتقريب “القيمة العادلة” للعملة، حيث كان أقل 9% من متوسطة على مدى 10سنوات. فيما ذكر قادة الأعمال الروس، بما في ذلك الرئيس التنفيذي لسبيربنك جيرمان جريف والرئيس التنفيذي لبنك في تي بي أندريه كوستين، إن المستوى الذي يزيد قليلا عن 100 مقابل الدولار يعد مريحا للاقتصاد.
هل يتصرف الروبل مثل العملات الناشئة الأخرى؟
كانت تحركات الروبل أقل قابلية للتنبؤ منذ ربيع 2022. شهدت السوق ذعرا في بداية الحرب مع انخفاض العملة إلى 150 مقابل الدولار. سعت روسيا إلى وقف تدفقات النقد الأجنبي، وحظرت بيع الأصول من قبل الشركات الأجنبية وفرضت متطلبات بيع النقد الأجنبي على المصدرين.
مع انكماش الواردات بسبب العقوبات الغربية، ما أدى إلى فائض من النقد الأجنبي، ارتفع الروبل بشكل حاد إلى نحو50 مقابل الدولار في يونيو 2022. وكان آخر تداول له عند نحو 101.5 مقابل الدولار.
كيف تعمل سوق النقد الأجنبي في روسيا في ظل العقوبات؟
انتقلت تجارة الدولار واليورو إلى أسواق خارج البورصة بين البنوك بعد أن فرضت الولايات المتحدة عقوبات على بورصة موسكو في يونيو 2024. كما أصبح اليوان الصيني العملة الأكثر تداولا على بورصة موسكو والعملة المفضلة لتدخلات البنك المركزي.
ويحدد البنك المركزي أسعار الصرف الرسمية بناء على بيانات التجارة بين البنوك التي يقدمها المقرضون، جنبا إلى جنب مع تداول العقود الآجلة للروبل / الدولار على بورصة موسكو كما يوفر أفضل وكيل لأسعار السوق خارج البورصة، وفقا لتجار النقد الأجنبي. وتقول السلطات إنها ستلتزم بسياسة سعر الصرف العائم.
وأخيرا السؤال المطروح ماذا تستطيع البنوك والشركات أن تفعل في سوق النقد الأجنبي في روسيا؟ ما يقرب نصف البنوك الروسية البالغ عددها 316 بنكا ليست خاضعة للعقوبات يمكنها شراء وبيع الدولار واليورو.
كما تعمل هناك أيضًا شركات تابعة لبعض البنوك الغربية الكبرى. ويأتي الطلب المحلي على الدولار واليورو من الشركات المستوردة، حيث أن 15% من الواردات لا تزال تأتي من أوروبا، لكن حصة الدولار واليورو في التجارة الخارجية تشهد انخفاضا.
Source link