عالمي

ترمب يلهب حماس شركات التكنولوجيا الكبرى

يبدو أن الرئيس الأميركي ألهب حماس الفاعلين في أسواق الذكاء الاصطناعي، فبعد أن أعلن دونالد ترمب الثلاثاء الماضي عن استثمارات في القطاع الخاص تصل إلى 500 مليار دولار لتمويل البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، كشفت شركة “ميتا” المالكة لتطبيقي “فيسبوك” و”إنستغرام” عن ضخ استثمارات قد تصل إلى 65 مليار دولار هذا العام، وهو ما يعادل أكثر من 50 في المئة مما استثمرته عام 2024، لتعزيز مكانتها في السباق بمجال الذكاء الاصطناعي.

يشار إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أعلن الثلاثاء الماضي عن استثمار القطاع الخاص ما يصل إلى 500 مليار دولار لتمويل البنية التحتية للذكاء الاصطناعي.

وقال رئيس “ميتا” مارك زوكربيرغ، في صفحته عبر “فيسبوك” أمس الجمعة إن هذا العام سيكون أساساً للذكاء الاصطناعي، لذا أتطلع العام الحالي 2025، ليكون “ميتا أي آي” مساعد الذكاء الاصطناعي الرئيس الذي يخدم أكثر من مليار شخص، وأن يصبح لـ”لاما 4″ النموذج المتطور الرئيس، وأن ننشئ مهندساً قائماً على الذكاء الاصطناعي يسهم بصورة متزايدة في جهودنا بالبحث والتطوير، مضيفاً “سيستخدم من 60 إلى 65 مليار دولار لتوسيع الفرق المخصصة للتكنولوجيا بصورة كبيرة، ولإنشاء البنية التحتية اللازمة”، قائلاً إن “ميتا” ستبني مركز بيانات “كبيراً جداً ليغطي جزءاً كبيراً من مانهاتن”.
إلى ذلك أدى النمو السريع للذكاء الاصطناعي التوليدي الذي بدأ مع إطلاق شركة “أوبن أي آي” برنامج “تشات في جي بي” في نهاية عام 2022، إلى منافسة شرسة بين شركات التكنولوجيا الكبرى، مع احتلال “غوغل” و”مايكروسوفت” المستثمر الرئيس في “أوبن أي آي” الصدارة.
والآن ترغب كل الشركات في ابتكار أفضل مساعد قائم على الذكاء الاصطناعي ممكن، وتستثمر تالياً في مراكز البيانات اللازمة لتشغيل النماذج، إلا أن خوادم الكمبيوتر الجديدة وأشباه الموصلات المتطورة باهظة وتستهلك كميات كبيرة من الطاقة.
في عام 2024 عاقبت السوق باستمرار شركات كبيرة بسبب إنفاقها المرتفع على الذكاء الاصطناعي ونقص العوائد الفورية على الاستثمار.
طوارئ في “ميتا”

في الأثناء قال مصدر مطلع لـ”رويترز” أول من أمس الجمعة إن عدم قدرة روبوت الدردشة التابع لشركة “ميتا” الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي على تحديد هوية الرئيس الحالي للولايات المتحدة يجري التعامل معها بصورة عاجلة في الشركة بهدف إصلاح ذلك في أسرع وقت ممكن.
ونصب الجمهوري دونالد ترمب رئيساً للبلاد الإثنين الماضي خلفاً للديمقراطي جو بايدن، لكن روبوت “ميتا” للدردشة الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي يقول حتى الخميس إن بايدن هو الرئيس، وهو ما أشار إليه المصدر، فعندما سألته “رويترز” الخميس الماضي عن اسم الرئيس، أجاب بالقول “الرئيس الحالي للولايات المتحدة هو جو بايدن” ومع ذلك وفقاً لأحدث المعلومات المتاحة، أدى دونالد ترمب اليمين رئيساً في الـ20 من يناير (كانون الثاني) الجاري.

وقال المصدر المطلع على سير العمل إن المشكلة دفعت “ميتا” إلى بدء عملية طارئة تستخدمها لحل المشكلات العاجلة في خدماتها، والمعروفة داخل الشركة باسم “أس إي في”.

وقال المتحدث باسم “ميتا” دانيال روبرتس رداً على طلب للتعقيب “يعلم الجميع أن رئيس الولايات المتحدة هو دونالد ترمب، كل أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدية تستدعي أحياناً نتائج قديمة، وسنستمر في تحسين الخصائص لدينا”.

وقال المصدر لـ”رويترز” إن هذا هو الإجراء الطارئ الثالث في الأقل الذي تشهده “ميتا” هذا الأسبوع في ما يتعلق بانتقال الرئاسة في الولايات المتحدة.

واجتذبت حوادث من هذا القبيل شكاوى واسعة النطاق من مراقبي وسائل التواصل الاجتماعي الذين يفحصون منصات “ميتا” بحثاً عن مؤشرات إلى أي تحولات مسيسة بعد ظهور الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرغ في حفل تنصيب ترمب وتبني سلسلة من التغييرات في الأسابيع القليلة الماضية بهدف إصلاح العلاقات مع الإدارة المقبلة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يأتي ذلك في وقت تخطط فيه “أوبن أي آي” و”سوفت بنك” و”أوراكل” لمشروع مشترك مقره تكساس يسمى “ستارجيت”، وتعهدت أن تستثمر فيه 100 مليار دولار في البداية ثم ما يصل إلى 500 مليار على مدى الأعوام الأربعة المقبلة.

إلى ذلك انضم رئيس “سوفت بنك” التنفيذي ماسايوشي سون ونظيراه في “أوبن أي آي” سام ألتمان وفي “أوراكل” لاري إليسون إلى ترمب في البيت الأبيض لإطلاق المشروع.

جاء الإعلان في ثاني أيام ترمب في منصبه بعد التراجع عن الأمر التنفيذي الذي أصدره سلفه جو بايدن حول الذكاء الاصطناعي، وكان يهدف إلى تقليل الأخطار التي يفرضها على المستهلكين والعمال والأمن القومي.

ويتطلب الذكاء الاصطناعي قوة حوسبة هائلة، مما يزيد الطلب على مراكز البيانات المتخصصة التي تمكن شركات التكنولوجيا من ربط آلاف الرقائق معاً في مجموعات.

وعن ذلك قال ترمب “يتعين عليهم إنتاج كثير من الكهرباء، وسنجعل من الممكن لهم إنجاز هذا الإنتاج بسهولة بالغة في مصانعهم الخاصة إذا أرادوا”.

مشروع قانون للبنية التحتية قيمته تريليون دولار

من جانبها قالت شركة “نورث أميركان إلكتريك ريليابل كوربوريشن” في ديسمبر (كانون الأول) 2024، إنه مع ارتفاع استهلاك الطاقة في الولايات المتحدة من مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي وكهربة المباني ووسائل النقل، فإن نحو نصف البلاد معرض لخطر متزايد من نقص إمدادات الطاقة في العقد المقبل.

ووعد ترمب عندما كان مرشحاً في 2016 بتقديم مشروع قانون للبنية التحتية قيمته تريليون دولار إلى الكونغرس لكنه لم يفعل، وتحدث عن الموضوع كثيراً خلال ولايته الرئاسية الأولى من 2017 إلى 2021، لكنه لم يقدم أي استثمار كبير، وأصبح “أسبوع البنية التحتية” مثار تندر.

وقفزت أسهم “أوراكل” سبعة في المئة مع ورود أنباء أولية عن المشروع عقب إعلان ترمب وارتفعت أسهم “إنفيديا” و”أرم هولدينغز” و”ديل”.

وارتفع الاستثمار في الذكاء الاصطناعي منذ أن أطلقت “أوبن أي آي” تطبيق “تشات جي بي تي” في 2022، إذ تسعى الشركات في مختلف القطاعات إلى دمج تلك التقنية في منتجاتها وخدماتها.




Source link

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى