عالمي

تحديات رؤية السعودية ومؤشراتها في العام التاسع

قال عضو مجلس الشورى، الخبير الاقتصادي محمد آل عباس، إن السعودية دخلت المرحلة الأخيرة من تنفيذ “رؤية 2030” بعد نحو 10 أعوام من انطلاقتها، مؤكداً أن الرؤية التي بدأت بتخطيط وقيادة ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، أحدثت تحولاً عميقاً في الثقافة الاقتصادية والإدارية السعودية.

وأوضح آل عباس في تسجيل صوتي لـ”اندبندنت عربية” أن التخطيط الإستراتيجي البعيد المدى لم يكن متجذراً بعمق في التجربة السعودية قبل الرؤية، إذ كانت الخطط تركز غالباً على الأهداف المتوسطة أو القصيرة الأجل، على رغم بعض تجارب التخطيط التنموي منذ سبعينيات القرن الماضي، وأشار إلى أن الرؤية فرضت مستوى جديداً من التزام التخطيط الطويل الأمد، لم تعهده السعودية في السابق بهذا الاتساع والعمق.

وأضاف أن برامج ومشاريع الرؤية، مثل “القدية” و”نيوم” و”البحر الأحمر” و”العلا” و”تروجينا” وغيرها، أعادت رسم الخريطة الاقتصادية عبر تحفيز قطاعات جديدة مثل السياحة والصناعة والطاقة المتجددة، كذلك فإن مبادرات أخرى مثل “الرياض آرت” و”بوابة الدرعية” و”ذا لاين” و”مدينة محمد بن سلمان غير الربحية”، شكلت محركات حيوية لتحسين جودة الحياة في المملكة.

وفي استعراضه المؤشرات الحالية، أشار آل عباس إلى أن عدد زوار الحرمين الشريفين تجاوز 13 مليون زائر، وبلغت نسبة تملك الأسر السعودية السكن أكثر من 63 في المئة، وارتفع متوسط العمر المتوقع إلى 78 سنة، كذلك زادت نسبة ممارسي الرياضة إلى أكثر من 62 في المئة، واقترب الناتج المحلي غير النفطي من حاجز التريليوني ريال، بينما تجاوزت حصة المحتوى المحلي غير النفطي 55 في المئة.

وبيّن أن إنهاء برنامج الاستدامة المالية كأحد برامج تحقيق الرؤية يأتي انعكاساً لتمكن السياسات المالية من تحقيق أهدافها، مما أسس لقاعدة صلبة لاستدامة التقدم الاقتصادي في المستقبل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

واعتبر أن الرؤية – بعد عون الله – كانت عاملاً حاسماً في حماية الاقتصاد السعودي من أزمات عالمية متتالية، مثل أزمة التضخم وارتفاع أسعار الفائدة وتعطل سلاسل الإمداد بعد جائحة كورونا، مؤكداً أن استمرار الاستقرار في ظل بيئة جيوسياسية مضطربة يعد من أبرز إنجازات المرحلة.

وتستعد “رؤية السعودية 2030” لدخول مرحلتها الثالثة والأخيرة مع نهاية العام الحالي، وسط تحديات دولية متصاعدة، أبرزها تصاعد الحرب التجارية وتأثيراتها في الاقتصاد العالمي، مما يضفي بُعداً إضافياً على تقرير الرؤية لعام 2024.

ويأتي هذا التقرير بعد أن تمكنت السعودية من تجاوز تداعيات جائحة كورونا وتقلبات أسعار النفط بأقل الأضرار، مما يعكس مرونة الرؤية في التعامل مع المتغيرات العالمية.

وتزامناً مع الذكرى السنوية الثامنة لإطلاق الرؤية في الـ25 من أبريل (نيسان) 2016 بقيادة ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، شهد تقرير هذا العام تطوراً بارزاً بإدراج 14 إستراتيجية وطنية جديدة تهدف إلى ضخ مئات المليارات في الاقتصاد الوطني.

وأظهر التقرير أن 93 في المئة من مؤشرات الأداء للرؤية والبرامج الوطنية قد تحققت أو قاربت على تحقيق أهدافها لعام 2024، فيما اكتملت 85 في المئة من مبادرات الرؤية البالغ عددها 1502.

وفي مقدم التقرير، وصف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الرؤية بأنها جعلت من المملكة نموذجاً عالمياً في التحولات التنموية، مؤكداً استمرار مسيرة البناء نحو تحقيق تنمية مستدامة للأجيال القادمة.

Listen to “تحديات رؤية السعودية ومؤشراتها في العام التاسع” on Spreaker.




Source link

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى