خليجي

بعدما بلغت 182.56 مليار دولار.. إليك الوجه الآخر لصناعة حفلات الزفاف


بلغت قيمة صناعة حفلات الزفاف عالمياً 182.56 مليار دولار في عام 2023 مع توقعات بنمو مضطرب للصناعة خلال السنوات المقبلة، لكن على عكس ما يتوقع كثير من الأشخاص فهذه الصناعة لا تقوم على الحب إنما تستفيد من بداية ونهاية العلاقات.

وتستفيد صناعة حفلات الزفاف عندما تفشل الزيجات، لماذا؟ لأن الأميركيين ينفقون أكثر من 70 مليار دولار على حفلات الزفاف كل عام، ومع ذلك فإن أكثر من 50 في المئة من هذه الزيجات تنتهي بالطلاق.

وينتظر أن تنمو صناعة حفلات الزفاف بمعدل مركب قدره 12.7 في المئة خلال الفترة بين عامي 2024 و2030، بحسب بيانات جراند فيو ريسيرش.

الوجه الآخر لصناعة حفلات الزفاف

وإليك السبب الذي يجعل صناعة حفلات الزفاف تراهن عليك لتصبح عميلاً متكرراً فصناعة حفلات الزفاف لا تحتفل بالحب فقط، بل هي آلة محسوبة تستفيد من بداية ونهاية العلاقات، يمكن لهذه الـ70 مليار دولار أن تشتري لكل أميركي عامين من اشتراك شبكة نتفليكس بدلاً من ذلك تمول صناعة مبنية على وعود فاشلة.

.

وتبلغ تكاليف حفلات الزفاف المتوسطة في أميركا بين 30 و35 ألف دولار، وفي المدن الكبرى بأميركا تتجاوز التكلفة 50 ألف دولار، فيما تبلغ قيمة سوق خواتم الخطوبة بأميركا وحدها 5 مليارات دولار سنوياً.

وإليك ما يجعل صناعة الحفلات أكثر قتامة رغم أجوائها اللامعة، 45 في المئة من الأزواج يدخلون في الديون فقط لدفع تكاليف حفل زفافهم.

إنك تبدأ حياتك التي تريد أن تكون فيها سعيداً إلى الأبد بسداد ديون شهرية قد تستمر لسنوات، ويدبر البائعون هذا الفخ المالي بإتقان، وإليك كيف يستغلون كل دولار 10 آلاف دولار لاختيار المكان المثالي، و70 دولاراً لكل ضيف للطعام و1900 دولار للفستان المثالي وبين 2500 دولار إلى 5 آلاف دولار أجر المصور الفوتوغرافي، وكل عمليات الشراء هذا تأتي مع وعد بالكمال لن يحقق.

وتكشف الإحصاءات في أميركا أن الزيجة الأولى تنتهي بين 40 إلى 50 في المئة منها بالطلاق، لكن إليكم عبقرية هذه الصناعة لقد حولوا الفشل إلى فرصة لأن ما يحدث بعد فشل الزيجة الأولى أكثر ربحية، فالزيجة الثانية لديها معدل طلاق بين 60 و65 في المئة فيما الزيجة الثالثة تصل نسبة الطلاق بها إلى 73 في المئة، وكل محاولة جديدة تعني خواتم جديدة وفساتين جديدة وأماكن جديدة، ولقد أتقنت الصناعة فن تكرار العميل.

كيف تسوق صناعة حفلات الزفاف لنفسها؟

وبالنسبة لحفلات الزفاف الثانية فقد صاغ صناع هذا القطاع قصة جديدة تماماً مع عبارات مثل ستكون هذه المرة مختلفة، وأنت تستحق أن تحصل على ما تريد، واجعل الأمر مميزاً فلقد تعلمت من المرة السابقة، إنهم لا يبيعون لك حفل زفاف فحسب بل وهْم الخلاص وتحقيق ما فاتك في المرة السابقة.

وتستمر آلة صناعة حفلات الزفاف في النمو والآن أصبحت تستغل كل حدث مهم في العلاقة مثل حفلات الخطوبة ومراسم الزفاف وحفلات تجديد الوعود وحفلات اليوبيل الفضي والذهبي والماسي وحفلات الطلاق، وكل حدث مصمم بعناية لاستخراج أقصى قدر من الإنفاق.

إن تلاعبهم النفسي رائع، إنهم يبيعون حلم الخلود بينما تُظهر الإحصائيات عكس ذلك، ولقد أصبحت صناعة حفلات الزفاف أشبه بالكازينو الذي يتباهى بالفائزين بالجائزة الكبرى مع العلم أن الكازينو هو الفائز دائماً.

وتعود أرباح هذه الصناعة على بائعي حفلات الزفاف الذين يتقاضون أعلى الأسعار لكل منتج، والمؤسسات المالية التي تكسب فائدة على قروض الزفاف، ومحامي الطلاق عندما تفشل الزيجات، ومستشاري الزواج الذين يحاولون إنقاذها، إنه نظام اقتصادي مثالي للربح.

ويأتي الضغط على الأشخاص العاديين من كل مكان، فوسائل التواصل الاجتماعي تعرض حفلات الزفاف المثالي، وبرامج تلفزيون الواقع التي تجعل الإنفاق المفرط أمراً طبيعياً، ومجلات الزفاف تروج للرفاهية، والمؤثرون على إنستغرام يبيعون الأحلام، وكلهم يغذون الرسالة نفسها، المزيد من الإنفاق يساوي المزيد من السعادة.

وإليك ما لا يعلنون عنه، إن بدء الزواج بالديون يزيد من احتمالية الصراع المالي، والضغوط المالية أحد الأسباب الرئيسية للطلاق.




Source link

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى