انطلاق قمة مجموعة العشرين بإنشاء تحالف عالمي لمحاربة الجوع
انطلقت اليوم الاثنين اجتماعات قادة وممثلي مجموعة العشرين في مدينة ريو دي جانيرو بعد تولي البرازيل رسمياً رئاسة اجتماعات المجموعة في ديسمبر 2023، وأعلن الرئيس البرازيلي خلال كلمته الافتتاحية، إطلاق «التحالف العالمي لمكافحة الجوع والفقر»، داعياً دول مجموعة العشرين إلى تقديم التزامات مالية حازمة لدعم مبادرات تهدف إلى زيادة إنتاج الغذاء والتصدي للجوع على مستوى العالم.
التحالف هو مبادرة برازيلية تهدف إلى حشد جهود الدول والمنظمات الدولية من أجل الإسراع في جهود القضاء على الجوع والفقر بحلول عام 2030.
وخلال كلمته الافتتاحية، قال الرئيس البرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا، إن مستوى الجوع عالمياً «غير مقبول»، مضيفاً أن 733 مليون شخص عانى الجوع في 2023.
وقال الرئيس لولا دا سيلفا، «يتم إهدار 6 مليارات طن من الغذاء سنوياً في عالم تصل فيه النفقات العسكرية إلى 4 تريليونات دولار، وهو أمر غير مقبول.. الجوع هو التعبير الطبيعي عن الظلم الاجتماعي، وهو نتاج القرار السياسي الذي يستبعد الكثيرين».
ووصل رؤساء وقادة الدول إلى البرازيل يوم الأحد، وأجرى عدد منهم محادثات مع الرئيس البرازيلي قبيل انطلاق القمة للحديث عن القضايا المشتركة والتعاون في مجالات عدة.
ضمن القادة الحاضرين للقمة: الرئيس الصيني شي جينغ بينغ، والرئيس الأميركي جو بايدن، وولي عهد أبوظبي الشيخ خالد بن محمد بن زايد، ورئيسة وزراء إيطاليا جيورجيا ميلوني، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
تعقد القمة يومي الاثنين والثلاثاء وعلى طاولة مناقشات القادة عدة قضايا مُلحّة، وهي القضاء على الجوع وتحقيق الأمن الغذائي وتحقيق التنمية المستدامة والأمن ومواجهة التغيرات المناخية وزيادة حجم التجارة والاستثمار والتعاون بين الدولِ الأعضاء.
تعد مجموعة العشرين قوة اقتصادية تؤثّر في مسار الاقتصاد العالمي، فأعضاء المجموعة معاً يمثلون نحو 85% من الناتج المحليِ الإجمالي العالمي، وأكثر من 75% من التجارةِ العالميةِ، ونحو ثلثي عدد سكان العالم.
وضمن أعضاء المجموعة السعودية والهند وكندا والولايات المتحدة والصين وإندونيسيا إضافة إلى الاتحاد الأوروبي.
كما تستضيف المجموعة 19 دولة غير عضو لحضور القمة نظراً لثقلها الدولي والاقتصادي، مثل دولة الإمارات ومصر وقطر.
الفقر والمناخ
تعهد الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا بوقف إزالة الغابات في بلاده بحلول 2030، داعياً الدول الغنية لدعم هذه الجهود عبر (صندوق الأمازون) الذي يديره بنك تنمية حكومي في البرازيل.
ويحاول قادة وممثلو دول مجموعة العشرين خلال القمة إلى التوصل لاتفاق حول التصدي إلى أزمة تغير المناخ وخاصة كيفية تمويل هذه الجهود.
وخلال زيارته للبرازيل لحضور القمة، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتيريش، إن الدول العشرين مسؤولة عن 80% من غازات الاحتباس الحراري في العالم، وحث الدول الثرية لزيادة مساهماتها المالية للتصدي لأزمة المناخ.
أما من أذربيجان وخلال استمرار فعاليات كوب 29، حث سيمون ستيل الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ اليوم السبت زعماء أكبر اقتصادات العالم بإرسال إشارة على دعم جهود التمويل المناخي العالمية عندما يجتمعون في ريو دي جانيرو خلال الأيام المقبلة.
ويقول علماء إن الحفاظ على غابات الأمازون، الموجودة في البرازيل، أمر حيوي للتصدي لتغيّر المناخ نظرا لدور أشجارها في امتصاص كمية كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكربون، المسبب الرئيسي للاحتباس الحراري.
مشاركة المجتمع المدني لأول مرة
وقبيل انعقاد اجتماعات القادة بأيام، انعقدت قمة العشرين الاجتماعية لأول مرة كجزء من أعمال هذه النسخة من اجتماعات المجموعة.
أطلق المبادرة الرئيس البرازيلي بهدف توسيع دائرة الحوار بين الدول الأعضاء والمجتمع.. وحضر القمة الاجتماعية نحو 50 ألف شخص من البرازيل ومن جميع أنحاء العالم، يمثلون منظمات اجتماعية تعمل على عدة ملفات منها القضاء على الفقر، وحل أزمة المناخ وغيرها.
هدفت القمة لتعكس الطابع العالمي للتحديات المشتركة التي تواجهها الشعوب بحليل تعاون المجتمع المدني، ودمجه في إعلان القادة.
وبالفعل، في ختام قمة العشرين الاجتماعية أصدرت المنظمات المشاركة وثيقة متفقاً عليها وسلمتها للرئيس البرازيلي الذي وعد بمناقشتها مع زعماء الدول المشاركة في القمة، والوصول إلى اتفاق بشأن الحلول المطروحة للقضايا فيها مثل الجوع والفقر والمناخ.
ضريبة على الثراء الفاحش
ويعتزم الرئيس لويز إيناسيو لولا دا سيلفا اقتراح فرض الضرائب على أغنى الأثرياء في العالم خلال قمة مجموعة العشرين.
ويقول مارسيو ماسيدو، الوزير الأول للأمانة العامة لرئاسة البرازيل، إن لولا سيناقش مجموعة العشرين حول الحوكمة العالمية الجديدة.. فبفرض ضريبة على الأثرياء بنسبة 2%، فإن العائد يمكنه إنهاء جوع 350 مليون جائع في جميع أنحاء العالم، وقال الوزير: «يمكن استخدام جزء من هذا لإنشاء صندوق للتعويض البيئي والتخفيف من آثاره، مع سياسات يمكن أن تؤثر بشكل إيجابي في الأشخاص الذين يعيشون في الغابات».
وفقاً لدراسة أجراها مركز تحليل المجتمع البرازيلي، فإن 20 في المئة فقط من البرازيليين يعارضون فرض ضرائب على الثروات الكبيرة.
يُذكر أن خمسة في المئة من الشعب البرازيلي يعانون سوء التغذية، بينما يواجه ما يقارب ثُلث البرازيليين انعدام الأمن الغذائي، حسب منظمة الفاو.
من المتوقع أن يعلن الرئيس البرازيلي يوم الثلاثاء الاتفاقات والقرارات التي توصلت إليها الدول لحل القضايا العالمية الملحة خلال يومي القمة التي تنعقد خلالها عدة جلسات حول الفقر والاستدامة والمناخ.
Source link