عالمي

انشغال نصف حكومات العالم بالانتخابات يهدد بالجوع في 2024

أعرب الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد) التابع للأمم المتحدة عن اعتقاده بأن العدد الهائل من الانتخابات في بلدان العالم التي تجرى خلال 2024 سيضر بالجهود طويلة الأمد لتأمين الإمدادات الغذائية حول العالم.

وفي مقابلة مع شبكة “سي أن بي سي” الأميركية على هامش اجتماعات المنتدى الاقتصادي الدولي في دافوس بسويسرا، قال رئيس الصندوق ألفارو لاريو إن “الانتخابات تشهد استقطاباً سياسياً يصرف اهتمام الناخبين والحكام عن القضايا الأكبر”، مضيفاً أن “من بين تلك القضايا الكبرى التي سيتراجع الاهتمام بها في ظل الانتخابات وتركيزها على القضايا الآنية وقصيرة الأجل مشكلة الأمن الغذائي“.

وبالنسبة إلى العام الحالي، أوضح لاريو أنه “سيكون عاماً مليئاً بالتحديات، فنصف الحكومات حول العالم ستشهد انتخابات”، مشيراً إلى أن ذلك “يزيد من عمليات الاستقطاب والتركيز على الشعارات البسيطة، بدلاً من تعقيدات مواجهة ضرورة تغيير نظم التغذية”.

إلى ذلك يشهد العام الحالي أكبر عدد من الانتخابات حول العالم، إذ يتوجه أكثر من ملياري ناخب إلى الصناديق في انتخابات عامة برلمانية ومحلية ورئاسية في أكثر من 70 بلداً، وستركز الحملات الانتخابية المختلفة على الاقتصاد، فضلاً عن الصراعات العالمية الحالية، إضافة إلى قضايا مثل التحول المناخي وتأثير السياسات الخضراء محلياً.

وتابع لاريو أن من شأن زيادة عدد الصراعات حول العالم واتساع نطاقها أيضاً أن يدفع قضايا مثل الأمن الغذائي إلى أسفل سلم الأولويات الملحة، مضيفاً أنه “منذ العام قبل الماضي مع بداية الحرب في أوكرانيا، ثم العام الماضي مع بداية الحرب في قطاع غزة، وقضية توفير الغذاء الكافي للعالم تتضرر”.

زيادة الصراعات حول العالم

وقال لاريو إن “تلك الصراعات مستمرة وتتصاعد، وإلى جانب أضرارها المباشرة على إنتاج الغذاء والمحاصيل هناك أيضاً الأضرار البيئية الجانبية لتوسع تلك الصراعات، ومنها ما أصبح يضر أيضاً بالتجارة العالمية كما هي الحال مع التوتر في البحر الأحمر واستمرار تضرر تجارة الحبوب عبر البحر الأسود”.

ولفت رئيس صندوق “إيفاد” إلى زيادة التراجع عن السياسات التي تستهدف مكافحة التغيرات المناخية في خضم الصراعات السياسية بما يهدد نظم الغذاء الهشة بالفعل، مردفاً أن “الوضع أصبح أكثر تعقيداً، إذ نرى كثيراً من المنتجين الزراعيين الصغار يتأثرون سلباً بعملية الانتقال إلى السياسات الخضراء وبمسألة تمويل ذلك الانتقال، لذا سيصبح الأمر أكثر تعقيداً حتى على صعيد السياسات المحلية”.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لكن على رغم تلك التعقيدات، يرى لاريو أن المنظمات مثل “إيفاد” تواصل قرع الأبواب لتنبيه القطاع الخاص والعام بأهمية الاستثمار في البرامج التي تعالج الأسباب الأساسية لانعدام الأمن الغذائي، ومن بين تلك البرامج الإجراءات التي تستهدف زيادة إنتاج الغذاء محلياً وزيادة التكامل بين الأسواق الإقليمية وزيادة تنوع المحاصيل الزراعية.

وأضاف أن تلك البرامج أصبحت أكثر أهمية في ظل تصاعد التوترات حول العالم، قائلاً “مع زيادة عدد الصراعات والأوضاع الخطرة حول العالم من الواضح أن الوضع سيزداد سوءاً ما دام أننا لا نواجه الأسباب الجذرية لعدم توافر الأمن الغذائي”.

وبحسب أرقام وبيانات منظمة “يونيسيف”، فإن واحداً من بين كل 10 أشخاص حول العالم يعاني انعدام الأمن الغذائي أو إمكان الوصول إلى المواد الغذائية الكافية.

وعن ذلك، قال لاريو “كان الاعتقاد بعد صدمة حرب أوكرانيا بأن مواجهة الأسباب الجذرية لانعدام الأمن الغذائي ستكون أولوية وتحظى بزخم قوي، لكننا نرى هذا الزخم يضعف الآن، بل يزيد عدد الصراعات وينصرف الاهتمام إلى الجوانب الإنسانية العاجلة”.

تراجع الاهتمام بالمناخ

وتابع أن “من شأن استمرار التراجع عن الاهتمام بمكافحة التغيرات المناخية، كما هو واضح من جانب بعض الدول الكبرى في عام الانتخابات، أن يزيد من الأضرار على المحاصيل الزراعية، وبذلك توافر الغذاء الكافي للبشر في العالم ومن الأمثلة على ذلك، تضرر محصول الرز الموسم الماضي نتيجة ارتفاع الحرارة والجفاف وقوة موسم المونسون في الهند”.

وحظرت الهند خلال 2023 صادرات الرز الأبيض غير البسماتي لتلبية حاجات السوق المحلية نتيجة تضرر المحصول، لذا ارتفعت أسعار الرز في السوق العالمية مع حرمانها من الرز الهندي، إذ تعد الهند أكبر مصدر للرز عالمياً، وزاذ كذلك سعر الرز البسماتي، فوصل سعر الطن المتري من الصادرات الهندية إلى 950 دولاراً.

ولا يتوقع المتعاملون في السوق الآن أن تخفف نيودلهي القيود على صادرات الرز قبل منتصف هذا العام، مما يعني مزيداً من الضغط على هذا العنصر الغذائي المهم ليس في آسيا فحسب، بل حول العالم وحتى داخل الهند، وعلى رغم قيود التصدير لتوفير الإنتاج للاستهلاك المحلي، تظل أسعار الرز مرتفعة، ولا ينتظر أن تشهد سوق الرز العالمية هدوءاً قبل سبتمبر (أيلول) أو أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.




Source link

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى