الاقتصاد الأميركي حائر بين سياسة «الفيدرالي» وأزمة سقف الديون
اتخذ الاحتياطي الفيدرالي نهجاً مؤلماً للاقتصاد الأميركي من أجل مكافحة معدلات التضخم المرتفعة على مدار الأشهر الأربعة عشر الماضية من خلال رفع أسعار الفائدة، ولكن يمكن للأزمة المصرفية والتخلف المحتمل عن سداد الديون الأميركية أن يغير كل ذلك.
تحوم أسعار الفائدة عند مستويات مرتفعة بما يكفي لتهدئة النشاط الاقتصادي وتراجع التضخم عن ذروة يونيو حزيران 2022، لذا يعتقد بعض الاقتصاديين أن الوقت قد حان لصانعي السياسة للتوقف على زيادة أسعار الفائدة.
ويبدو أن المستثمرين يتفقون مع هذا الرأي، إذ يرى المتداولون على أداة «فيد وتش» احتمالية بنسبة 72 في المئة لتوقف الفيدرالي الأميركي عن رفع الفائدة في اجتماع يونيو حزيران المقبل.
كما أن الأزمة المصرفية الإقليمية والتهديد باحتمالية التخلف عن سداد الديون، قد خلقت بالفعل رياحاً اقتصادية معاكسة يمكن أن تؤدي إلى انخفاض التضخم.
وأشار رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، الأسبوع الماضي إلى أن انهيار بنكي «سيليكون فالي» و«سيغنتشر» كان له بعض التأثير الإيجابي في معركة خفض التضخم.
وأثناء حديثه خلال مناقشة مع الرئيس السابق لمجلس الاحتياطي الفيدرالي بن برنانكي، لفت باول إلى أن أسعار الفائدة قد لا تحتاج إلى الارتفاع بالقدر نفسه المتوقع سابقاً؛ لأن الاضطراب المصرفي أدى بالفعل إلى تشديد شروط الإقراض.
وقال باول إن أزمة سقف الديون يمكن أن تكون بمثابة حدث مضاد للتضخم، ومع ذلك حذر الخبراء من أن تراجع التضخم لن يكون كافياً لدعم الاقتصاد في حالة استمرار أزمة سقف الديون، بسبب ما قد تسفر عنه من ضغوط على الأسواق المالية.
أسواق الأسهم والسندات في وضع حرج
قالت وزيرة الخزانة جانيت يلين يوم الأربعاء «إحدى المخاوف التي تساورني هو أنه حتى في الفترة التي تسبق التوصل إلى اتفاق، يمكن أن يكون هناك ضائقة كبيرة في الأسواق المالية».
وأضافت «نحن نرى فقط بداياتها»، في إشارة إلى تقلبات سوق الأسهم والسندات في الأيام الأخيرة.
وذلك لأن وزارة الخزانة ستحتاج فوراً إلى تجديد الأموال النقدية التي أحرقتها خلال فترة الإجراءات غير العادية عندما لم تتمكن من اقتراض المزيد من الأموال.
وقال كبير مسؤولي الاستثمار، جورج ماتيو، لدى «كي برايفت بنك»، «من غير المتوقع أن تقوم وكالة ائتمان كبرى بتخفيض تصنيف ديون الولايات المتحدة قبل أو بعد التوصل إلى اتفاق لرفع سقف الديون، إلا أن المواجهة الحالية قد تؤدي إلى خسارة كبيرة في الثقة بالنظام المالي الأميركي».
وذكر ماتيو لشبكة «CNN» «مجرد أننا رفعنا سقف الدين، ليس معناه أننا خرجنا من مرحلة الخطر».
(نيكول جودكايند، إليزابيث بوتشوالد – CNN).
Source link