ستحصل العائلة المالكة البريطانية على زيادة 53 في المئة في رواتبها، تقدر بأكثر من 45 مليون جنيه إسترليني (58 مليون دولار)، بفضل زيادة قياسية في أرباح “إدارة التاج” السنوية، المدفوعة جزئياً بعقود إيجار مزارع الرياح البحرية على الأراضي المملوكة للملكية.
“إدارة التاج” مؤسسة تدير المحفظة الملكية الواسعة من الأراضي والممتلكات، وهي مملوكة رسمياً للعائلة المالكة ولكن تتحكم فيها الحكومة البريطانية، إذ تذهب الأرباح التي تحققها سنوياً إلى خزانة الدولة، على أن تعيد الحكومة نسبة منها إلى الملكيين تحت ما يعرف بـ”المنحة السيادية” لتغطية كلف تشغيل الأسرة الملكية، بما في ذلك الرواتب والترفيه وصيانة الممتلكات والسفر.
وأصدرت “إدارة التاج” تقريراً، عن أعمال السنة المالية 2023-2024، وهو التقرير الأول الذي يغطي سنة مالية كاملة منذ اعتلاء الملك تشارلز الثالث عرش البلاد.
وأظهر التقرير أن “إدارة التاج” حققت أرباحاً صافية قياسية بلغت 1.1 مليار جنيه إسترليني (1.4 مليار دولار)، بزيادة مقدارها 658.1 مليون جنيه إسترليني (848.26 مليون دولار) عن 2023.
وكشف عن خطط العائلة المالكة لعمليات شراء مستقبلية باستخدام حصتها من هذه الأموال، بما في ذلك شراء طائرتين مروحيتين جديدتين.
وقالت إدارة التاج في بيان صحافي “عام من النتائج القياسية مدفوعة بعقود من الاستثمار في الطاقة الريحية البحرية، إلى جانب محفظة متنوعة ومرنة من الممتلكات والأراضي، يظهر كيف أن (إدارة التاج) تستمر في تقديم قيمة اقتصادية واجتماعية وبيئية لمصلحة الأمة”.
19.9 مليار دولار أصول المحفظة الملكية
وتعتمد “المنحة السيادية” على الأموال المتأخرة لمدة عامين، مما يعني أن العائلة المالكة لن تتلقى زيادة حتى السنة المالية 2025-2026.
وفي الأعوام الأخيرة تلقت العائلة المالكة 86.3 مليون جنيه إسترليني (111.23 مليون دولار) من الحكومة، وستتلقى المبلغ نفسه مرة أخرى في 2024-2025، وسيزيد هذا الرقم إلى 132 مليون جنيه إسترليني (170.14 مليون دولار) في 2025-2026.
وتدعم المنحة مشاريع الترميم التي تستمر لمدة 10 أعوام في قصر باكنغهام، وفقاً لصحيفة “وول ستريت جورنال” نقلاً عن تقارير ووسائل الإعلام البريطانية، بحسب مسؤولين ملكيين.
ويحقق البرنامج الذي ستبلغ كلفته الإجمالية 369 مليون جنيه إسترليني (475.6 مليون دولار) تقدماً” وفقاً لتقرير نشرته مصلحة التدقيق الوطني البريطانية (هيئة مراقبة الإنفاق العام) الإثنين الماضي.
وأشار التقرير إلى أنه على رغم أن البرنامج “ضمن الموازنة، فإن بعض المشاريع زادت كلفتها واستغرقت وقتاً أطول من المتوقع لإكمالها”.
وتقدر “إدارة التاج” قيمة محفظتها الإجمالية بـ15.5 مليار جنيه إسترليني (19.98 مليار دولار)، في حين تصل قيمة الأراضي التي تملكها العائلة المالكة أو تجني منها الأرباح تصل إلى ما يقارب من 500 ألف فدان (أكثر من واحد في المئة من الأراضي في بريطانيا) وفقاً لصحيفة “واشنطن بوست” 2023.
أرباح مزارع الرياح
وتشمل الممتلكات الملكية عقارات مربحة في لندن ومعظم قاع البحر المحيط بجزر بريطانيا، الذي يستخدم لتأجير مزارع الرياح البحرية.
وفي بداية 2023 أعلنت “إدارة التاج” توقيع ست صفقات جديدة لمزارع الرياح قالت إنها ستولد الطاقة لنحو سبعة ملايين منزل بحلول عام 2030.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في حين أنه وبسبب التوقعات العالية للإيرادات من مزارع الرياح البحرية، خفض تمويل الملكية العام الماضي إلى 12 في المئة من أرباح “إدارة التاج” الصافية، بدلاً من 25 في المئة، وفقاً لما أوردته هيئة الإذاعة البريطانية.
من جهته قال الرئيس التنفيذي لـ”إدارة التاج” دان لاباد، في تقرير هذا الأسبوع إن “زيادة الأرباح كانت قصيرة الأجل بطبيعتها، والإيرادات والتقييم سيعودان إلى طبيعتهما في الأعوام المقبلة”.
“الملك تجنب ضريبة الإرث على ممتلكات والدته”
وبعد إصدار التقرير متأخراً لمدة شهر بسبب الانتخابات العامة البريطانية، أعرب بعض على وسائل التواصل الاجتماعي عن تشككهم في ثروة العائلة المالكة، بعدما نمت العام الماضي خلال حفل التتويج في ظل أزمة كلفة المعيشة.
وغرد نائب رئيس تحرير صحيفة “ديلي ميرور” كيفين ماغواير، قائلاً “لا يوجد ضغط من كلفة المعيشة على الملك تشارلز المدلل”، مضيفاً أن “الملك تجنب ضريبة الإرث على ممتلكات والدته”.
ولطالما أشار النقاد إلى أنه في حين يدفع البريطانيون ضريبة إرث بنسبة 40 في المئة، لم يدفع تشارلز أي مبلغ على الإرث عندما ورثه بعد وفاة الملكة إليزابيث الثانية.
وكشفت الحسابات أن العائلة المالكة ستتلقى طائرتين مروحيتين جديدتين لتحلا محل طائراتهم الحالية التي يبلغ عمرها 15 سنة.
وقالت الوثيقة إن “استخدام الطائرات المروحية عنصر رئيس في تنفيذ الارتباطات من قبل أفراد العائلة المالكة، مما يساعدهم في الوصول إلى المواقع النائية”.
إضافة إلى الطاقة الريحية البحرية تسعى العائلة المالكة إلى الاستثمار في تقنيات الطاقة المتجددة الأخرى، إذ أشار التقرير إلى أنه “سيتم تركيب مزيد من حلول الطاقة المتجددة عبر المحفظة الملكية”.
وكانت الفترة الماضية فترة مضطربة بالنسبة إلى العائلة المالكة، فقد تراجع كل من الملك وزوجة ابنه كاثرين أميرة ويلز، عن واجباتهما العامة إذ شخصت إصابة كل منهما بالسرطان.
وبعد تشخيص الملك تشارلز في فبراير (شباط) الماضي، كشفت كاثرين في مارس (آذار) الماضي، أنها أيضاً كانت مصابة بالسرطان وكانت في المراحل الأولى من العلاج الكيماوي الوقائي.
وعلى رغم المرض نفذ الملك 464 التزاماً رسمياً خلال الـ12 شهراً المنتهية في الـ31 من مارس الماضي، وفقاً للتقرير.
وفي بريطانيا وخارجها نفذ أفراد العائلة المالكة أكثر من 2300 التزام رسمي بانخفاض مقداره 400 التزام مقارنة بـ2023.
وأشار تقرير دخل منفصل نشرته العائلة المالكة أول من أمس، أيضاً إلى زيادة عدد زوار قصري باكنغهام ووندسور، وهي مستويات قريبة من مستويات ما قبل كوفيد.”
وساعد ذلك في زيادة الأموال التي تدعم المنحة السيادية إلى 19.8 مليون جنيه إسترليني (25.5 مليون دولار) خلال السنة المالية 2023-2024، بزيادة على 9.8 مليون جنيه إسترليني (12.6 مليون دولار) في 2023.
