تقاريرعربي

أمين “أوابك” يطلق تقريره السنوي الـ50 حول أوضاع أسواق الطاقة في 2023 وتأثيراتها في الدول العربية

أطلق الأمين العام لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول “أوابك”، جمال عيسى اللوغاني، تقرير السنوي الـ50 حول أوضاع أسواق الطاقة في 2023، وتأثيراتها في الدول العربية.

ويستعرض التقرير، تطورات الطلب والإمدادات في سوق النفط العالمية، وأسعار الخام وانعكاساتها على الدول الأعضاء في منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول.


ويكشف تقرير أمين عام أوابك أوضاع سوق الطاقة عالميًا وعربيًا خلال 2023، ومزيدًا من التفاصيل عن أوضاع سوق النفط وتأثيرات قرار تحالف أوبك+ في الإمدادات والأسعار.

وقدّم التقرير، الذي جرى إطلاقه اليوم الخميس 18 يوليو (2024)، صورة مقارنة لتطورات الطلب والعرض والأسعار في مجالات النفط والطاقة عالميًا وعربيًا، معتمدًا على المصادر الرسمية من الدول الأعضاء، سواء كانت بيانات تُحصّل مباشرة أو نشرات رسمية، بالإضافة إلى المراجع الصادرة عن المؤسسات الإقليمية والدولية المختصة.

سوق النفط
أكد تقرير الأمين العام لـ”أوابك”، أن سوق النفط العالمية شهدت تقلبات ملحوظة خلال عام 2023، متأثرة بالعديد من العوامل، بما في ذلك التعافي البطيء وغير المتوازن للاقتصادات العالمية من أثر تداعيات جائحة كورونا والأزمة الروسية الأوكرانية، فضلًا عن الاضطرابات الحادة في القطاع المصرفي الأميركي، وحالة عدم اليقين المرتبطة بالسياسات النقدية.

وأشار إلى أن تصاعد الاضطرابات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط خلال الربع الرابع من عام 2023 أثر سلبًا في سلاسل الإمدادات وحركة التجارة العالمية، في حين كان لإنهاء سياسة “زيرو كوفيد” (Zero (Covid في الصين، دور رئيس في ارتفاع الطلب العالمي على النفط؛ ليصل إلى مستوى قياسي بلغ نحو 102.1 مليون برميل يوميًا.

وشدد اللوغاني على أن القرارات التي اتخذها تحالف دول أوبك+ أسهمت بصورة كبيرة في الحد من التأثير السلبي للتقلبات في السوق النفطية العالمية، وتحقيق الاستقرار والتوازن بين الإمدادات والطلب.

وسجلت إمدادات دول أوبك من النفط الخام انخفاضًا في عام 2023 بنحو 0.7 مليون برميل يوميًا، وبنسبة 2%، مقارنة بعام 2022، لتصل إلى 33.6 مليون برميل يوميًا، لتنخفض حصة أوبك من إجمالي إمدادات النفط العالمية من نحو 34.2% في عام 2022 إلى 33.1% في عام 2023.

الطلب على النفط

في المقابل، ارتفعت الإمدادات من الدول المنتجة من خارج أوبك بنحو 2.1 مليون برميل يوميًا، أي بنسبة 3.2%، لتصل إلى نحو 67.9 مليون برميل يوميًا، ويرجع ذلك بصفة رئيسة إلى زيادة الإمدادات من الولايات المتحدة ودول أميركا الجنوبية.

وتُظهر البيانات الأولية لموازنة الطلب والعرض العالمي من النفط الخام في عام 2023 عجزًا قدره نحو 640 ألف برميل يوميًا، مقارنة بالفائض المحقق في عام 2022، البالغ نحو 410 آلاف برميل يوميًا، وفق تقرير أوابك.

وشهد إجمالي إمدادات النفط العالمية (نفط خام وسوائل الغاز الطبيعي) في عام 2023، ارتفاعًا بنحو 1.4 مليون برميل يوميًا، أي بنسبة 1.4%، مقارنة بالعام السابق، ليصل إلى مستوى قياسي بلغ نحو 101.5 مليون برميل يوميًا.

وسجل الطلب العالمي على النفط ارتفاعًا بنحو 2.5 مليون برميل يوميًا خلال عام 2023، بمعدل نمو 2.5%، ليصل إلى مستوى قياسي جديد بلغ نحو 102.1 مليون برميل يوميًا.

وكشف تقرير الأمين العام لـ”أوابك”، أن المعدلات السنوية لأسعار النفط الخام انخفضت في عام 2023 مقارنة بالعام السابق، مسجلة أولى الخسائر لها منذ عام 2020، ليصل متوسط سلة خامات أوبك إلى نحو 83 دولارًا للبرميل.

وتأثرت أسعار النفط العالمية بالتذبذبات الملحوظة في الأسواق الاَجلة، في ظل عدم استقرار التعافي الاقتصادي، وحالة عدم اليقين بشأن موعد انتهاء السياسات النقدية التشددية من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي، فضلًا عن قرارات تحالف أوبك+ وحركة مخزونات النفط الأميركية.

وشهدت المعدلات الشهرية لأسعار سلة خامات أوبك تذبذبًا ضمن نطاق واسع، تراوح ما بين 75.2 و94.6 دولارًا للبرميل، وسجل المتوسط السنوي للسلة انخفاضًا بلغ نحو 17.1 دولارًا للبرميل، أي ما يعادل تراجعًا نسبته 17.1% مقارنة مع عام 2022.

استهلاك دول أوابك
استعرض تقرير الأمين العام لـ”أوابك” تطورات استهلاك الطاقة في الدول الأعضاء خلال المدة (2019-2023)، التي شهدت تقلبات؛ إذ ارتفعت بمعدل 2.6% لتصل إلى 13.41 مليون برميل من النفط المكافئ يوميًا عام 2019، قبل أن تتراجع في عام 2020 بمعدل 6.9%، متأثرة بجائحة فيروس كورونا، لتصل إلى 12.5 مليون برميل من النفط المكافئ يوميًا.

وعاود مستوى استهلاك الطاقة في دول أوابك ارتفاعه بمعدل 4.8% عام 2021، تزامنًا مع بدء تعافي اقتصادات الدول الأعضاء من تداعيات الجائحة، وواصل ارتفاعه بصورة ملحوظة، وبلغ معدله 5.7% في عام 2022.

وتشير تقديرات أوابك إلى استمرار ارتفاع الاستهلاك في عام 2023 بمعدل أقل، مقارنة بالعام السابق، ليبلغ 1.5% في ظل تباطؤ التعافي الاقتصادي، ليصل إلى نحو 14 مليون برميل من النفط المكافئ يوميًا.

وتوضح التقديرات أنه تم استهلاك 86.3% من إجمالي استهلاك الطاقة في عام 2023 في 6 من الدول الأعضاء، وهي: السعودية، ومصر، والإمارات، والجزائر، والعراق، وقطر؛ إذ وصل استهلاك السعودية (4.87 مليون برميل يوميًا)، ومصر (1.98 مليون برميل يوميًا)، والإمارات (1.59 مليون برميل يوميًا)، والجزائر (1.37 مليون برميل يوميًا)، والعراق (1.35 مليون برميل يوميًا)، وقطر (950 ألف برميل يوميًا).

أمين عام أوبك جمال عيسى اللوغاني
الأمين العام لـ”أوابك”، جمال عيسى اللوغاني
الطاقة المتجددة في دول أوابك
أكد تقرير الأمين العام لـ”أوابك” أن الدول الأعضاء في منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول تسعى إلى تطوير إنتاج مصادر الطاقة المتـجددة المختلفة، بما يضمن الاستدامة البيئية ويُسهم في توفير مصادر أخرى للطاقة، ويتفق مع التوجهات العالمية لتحولات الطاقة.

وكشف تقرير أوابك أن إجمالي السعة الإنتاجية للطاقة المتجددة في دول أوابك ارتفع خلال عام 2023 بنسبة 30.8%، مقارنة بعام 2022، ليبلغ نحو 21.3 غيغاواط، ما يمثّل 0.8% من الإجمـالي العـالمي، البالغ 3869.7 غيغاواط خلال العام نفسه.

وأرجع التقرير النمو إلى ارتفاع قدرات طاقة الرياح في مصر والإمارات، وارتفاع قدرات الطاقة الشمسية في الإمارات والسعودية ومصر والبحرين وليبيا، إلى جانب ارتفاع قدرات الطاقة الحيوية في الإمارات ومصر.

واستحوذت السعة الإنتاجية للطاقة الشمسية على حصة تُقدر بنحو 56.9% من إجمالي قدرات الطاقة المتجددة في دول أوابك، تليها السعة الإنتاجية للطاقة الكهرومائية بحصة 29.7%، إذ تستغل الدول الأعضاء التي تتوفر لديها مصادر مائية، الطاقة الكهرومائية في توليد الكهرباء، خاصة مصر والعراق وسوريا والجزائر، ثم السعة الإنتاجية لطاقة الرياح بحصة 12.5%، والسعة الإنتاجية للطاقة الحيوية بنسبة 0.9%.

وأشار تقرير أوبك إلى أن القدرة العالمية المضافة للطاقة المتجددة ارتفعت إلى مستوى قياسي خلال عام 2023؛ إذ صعدت القدرة المضافة للطاقة الشمسية وطاقة الرياح بنسبة بلغت 38%، مقارنة بالعام السابق، لتصل إلى نحو 470 غيغاواط.

وتسارع نمو القدرة المضافة للطاقة الشمسية، ليصل إلى ما يزيد على 330 غيغاواط خلال عام 2023؛ إذ استحوذت الصين على أكثر من نصف هذا النمو، في حين تباطأ معدل نمو القدرة المضافة لطاقة الرياح البرية بصورة كبيرة خلال الأعوام الأخيرة.

وكشف تقرير أوابك أن المشروعات الكبيرة المخصصة للتصدير في كل من السعودية وسلطنة عمان والإمارات تُعد المصدر الرئيس لنمو قدرات الطاقة المتجددة في المنطقة العربية، إذ يمثل الهيدروجين أكثر من 13% من نمو القدرة المتجددة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بفضل السياسات الحكومية لتحفيز تنمية التجارة.

ومن المتوقع أن توفّر موارد الطاقة الشمسية الكبيرة وتوافر الأراضي والبنية التحتية الحالية للمواني ظروفًا مواتية لشحن الهيدروجين الأخضر الأكبر جاذبية من الناحية الاقتصادية إلى مراكز الطلب في أوروبا وآسيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى