عالمي

أساسيات السوق النفطية تحدد المستوى السعري .. برنت مستقر فوق 90 دولارا

طغت مخاوف نقص إمدادات النفط الخام على القلق من ركود اقتصادي قد يحد الطلب، إذ تجاوزت أسعار برنت 92 دولارا خلال التعاملات أمس.
وتتطلع السوق إلى مزيد من الصعود مع ترقب لاتجاه الدولار قبل صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي اليوم.
وقال لـ”الاقتصادية”، محللون نفطيون “إن أساسيات السوق النفطية المختلفة كان لها تأثير في المستوى السعري للخام”، موضحين أن المستثمرين يترقبون سلسلة من بيانات الاقتصاد الكلي المقرر صدورها في وقت لاحق من الأسبوع الجاري.
وتوقع المحللون دخول مزيد من الإمدادات إلى التجارة العالمية وسط توقعات بتخفيف الولايات المتحدة عقوباتها على فنزويلا وإيران، موضحين أن الاستنزاف من المخزونات النفطية يزيد التقلبات في السوق.
وفي هذا الإطار، أكد سيفين شيميل مدير شركة “في جي آندستري” الألمانية، أن حالة عدم اليقين سائدة بقوة، حيث إن أسواق النقد غير متأكدة مما إذا كان بنك الاحتياطي الفيدرالي سيرفع أسعار الفائدة أم لا بحلول نهاية العام، مع وجود احتمال بنسبة 50 في المائة لرفع الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس.
ولفت إلى تقارير دولية ترى أن سعر التوازن الثابت لخام برنت على المدى القصير يراوح بين 80 و85 دولارا أمريكيا للبرميل مع سقف يبلغ نحو 95 دولارا للبرميل.
من جانبه، قال روبين نوبل مدير شركة “أوكسيرا” الدولية للاستشارات، “إن القرارات التي اتخذتها السعودية بمواصلة خفض إنتاجها بمقدار مليون برميل يوميا حتى نهاية هذا العام وقرارات روسيا بتمديد خفض الصادرات بمقدار 300 ألف برميل يوميا للفترة نفسها كانت السبب الرئيس في دفع أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها منذ نوفمبر الماضي.
وأشار إلى أن أقل تكلفة لاستخراج برميل النفط في العالم توجد في السعودية وإيران والعراق، لكن السعر اللازم لموازنات الدول المنتجة لا يقل في المتوسط عن 80 دولارا للبرميل، مبينا أن كبار تجار النفط يرون تراجعا في ضيق العرض وسط صيانة المصافي.
من جهته، ذكر ماركوس كروج كبير محللي شركة “أيه كنترول” لأبحاث النفط والغاز، أن الصين تشتري النفط الخام من إيران والعراق وروسيا بخصومات تصل إلى 30 أو 40 في المائة، لافتا إلى قناعة “أوبك” وعديد من البنوك الدولية بقوة الطلب على النفط الخام لعقود مقبلة.
بدورها، قالت تيتي أولاور مدير التسويق في شركة “سيتا” النيجيرية لتجارة النفط، “إن العقوبات الأمريكية لم تؤثر كثيرا في الوضع في فنزويلا، حيث أظهر الاقتصاد الفنزويلي نموا، كما تقدم إيران دعما كبيرا لفنزويلا بما في ذلك إعادة بناء صناعة النفط وزيادة نفوذها في المنطقة”.
وأشارت إلى وجود دعوات لتخفيف العقوبات الأمريكية على فنزويلا بهدف زيادة المعروض.
وفيما يخص الأسعار، ارتفع النفط خلال التعاملات أمس، مع ترقب المستثمرين بيانات الاقتصاد الكلي التي قد تشير إلى ما إذا كانت أسعار الفائدة سترتفع أكثر في الولايات المتحدة وأوروبا وتداعيات ذلك على الطلب على النفط. وزيادة المخاوف الاقتصادية في الصين، وآثارها المحتملة في توقعات الطلب على الوقود تضغط على أسعار النفط .
وخلال التعاملات أمس، قفز النفط نحو 2 في المائة لتحوم بالقرب من أعلى مستوى في عشرة أشهر أمس بدعم من توقعات شح المعروض وتفاؤل أوبك حيال متانة الاقتصادات الكبرى في مواجهة ارتفاع أسعار الفائدة. وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 1.64 دولار، أو 1.8 في المائة، إلى 92.28 دولار للبرميل خلال التعاملات أمس، في حين قفزت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.91 دولار، أو 2.2 في المائة، إلى 89.20 دولار للبرميل.
واستمر شراء الخامين بكميات ضخمة تقنيا لثامن يوم، ويتجهان نحو تحقيق أعلى سعر عند التسوية منذ نوفمبر 2022. وأعلنت السعودية وروسيا أنهما ستمددان تخفيضات طوعية للإمدادات تبلغ مجتمعة 1.3 مليون برميل يوميا حتى نهاية العام. وفي ليبيا، أدى إعصار هائل إلى أن تغلق الدولة العضو بأوبك أربعة موانئ لتصدير النفط في شرق البلاد يوم السبت.
من جانب آخر، ارتفعت سلة خام “أوبك” وسجل سعرها 93.12 دولار للبرميل يوم الإثنين مقابل 92.84 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وذكر التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” أمس أن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق أول ارتفاع عقب انخفاض سابق، وأن السلة ارتفعت بنحو دولارين مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 91.27 دولار للبرميل.


Source link

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى